كلنا نعيش فى عالم واحد ، تظلنا سماء واحدة ، وتشرق علينا شمس واحدة ، ونسير على أرض واحدة ، لكن هذا لا يعنى إلغاء الاختلاف والتنوع بين البشر أفرادًا وجماعات ودولا ، التنوع والاختلاف سنة من سنن الكون لولاها ما تدافع الناس ، وما تحقق إعمار الكون وما تطورت الحياة فالتنوع ثراء ونماء ، ما دام يقف عند حدود الاختلاف ولم يتجاوزها ليصير خلافا .
إن الاختلاف فى وجهات النظر بين الأفراد لا يفسد الود بينهم ، ولكن ما يفسد الود هو الخلاف الذى لا يمكن من خلاله التوصل إلى حل وسط .
فاختلاف الأفكار يؤدى إلى نموها إذا تحاورت وتلاقت وتكاملت ، واختلاف الجنسين الرجل والمرأة ثراء لدور الإنسان على الأرض إذا قامت العلاقة بينهما على التكامل لا الصراع ، واختلاف الأعمار تواصل ونماء وتكامل بين براءة الطفولة وفتوة الشباب وحكمة الشيوخ ، واختلاف الدول والحضارات دافع للطموح والتنافس لتحقيق إنجازات تضاف إلى سجل الإنسانية .
والاختلاف : وما يصحبه من تنافس - مطلوب ومحمود إذا ظل الأمر عند حدود الاختلاف ، وإذا صاحب هذا الاختلاف قنوات للحوار والتفاهم ، ومساحات للتسامح والتراحم. أما إذا تجاوز الاختلاف هذا الإطار ، وغلب على أطرافه الغلو والرغبة فى التسلط كان الخطر من تحوله إلى خلاف وصراع يهدم ولا يبنى ، يعوق النماء ولا يشجعه .
وهذا يستلزم جهودًا عالمية لنشر ثقافة الحوار ، وترسيخ قيم التسامح ، وتقبل الاختلاف ، واحترام خصوصية الآخر . إنها دعوة للتعايش والسلام